في تصعيد جديد يعكس التوتر المتنامي بين تل أبيب وأنقرة، حذّر مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى من تداعيات السماح لتركيا بالحصول على طائرات الشبح الأمريكية F‑35، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تمثّل تهديدًا مباشرًا لـ”إسرائيل”، وأن استخدامها من قبل أنقرة قد يأخذ طابعًا عدوانيًا في المستقبل.
وقال المسؤول، الذي لم يُكشف عن اسمه، في تصريحات لوسائل إعلام عبرية، إن منح تركيا هذا النوع من الطائرات المتقدمة “لا يمكن فصله عن الطموحات الجيوسياسية المتزايدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان”، مدّعيًا أن الأخير يسعى لاستعادة الإرث العثماني التاريخي، بل و”السيطرة على القدس”، وفق تعبيره.
وأضاف أن “المواجهة العسكرية مع تركيا لا تزال بعيدة لكنها تتزايد”، في إشارة إلى أن السيناريوهات المحتملة للصدام الإقليمي لم تعد مستبعدة، خاصة في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة منذ اندلاع الحرب على غزة والتقارب التركي الإيراني السوري.
وأكد أن “إسرائيل” سبق وأن اتخذت خطوات لإفشال تحركات تركية داخل سوريا، ولن تتردد في تكرار ذلك إذا ما رأت أن المصالح الإسرائيلية باتت مهددة، ملمحًا إلى وجود خطة استخباراتية مستمرة لمراقبة تحركات أنقرة في ملفات عديدة، أبرزها الملف السوري، والدور التركي المتنامي في القدس والضفة الغربية.
ويدرج هذا التصريح في وقت تتزايد فيه مؤشرات التقارب التركي الأميركي، خصوصًا بعد إعادة فتح ملف صفقة الـ F‑35 التي جُمّدت سابقًا إثر شراء أنقرة لمنظومة الدفاع الروسية S-400. حيث تجري حالياً مفاوضات غير معلنة بين أنقرة وواشنطن لبحث سبل عودة تركيا إلى مشروع تصنيع الطائرة أو شراء دفعات جديدة منها.
وفي السياق ذاته، يرى مراقبون أن التحذيرات الإسرائيلية تعبّر عن قلق حقيقي من استعادة تركيا مكانتها الإقليمية كلاعب مؤثر يمتلك قدرات عسكرية وتقنية متطورة، بما يفرض توازنات جديدة في منطقة تعاني من استقطاب حاد ومحاور صراع متشابكة.
كما تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه التوترات داخل فلسطين المحتلة، مع تعالي الأصوات داخل تل أبيب المحذرة من الانشغال بجبهات متعددة في ظل حالة الانقسام الداخلي والاحتقان الشعبي بسبب استمرار الحرب على غزة.
يُذكر أن طائرات F‑35 تُعد من أكثر الطائرات الحربية تطورًا في العالم، وتمنح حاملها قدرات هجومية واستخباراتية عالية، ما يجعل منها أداة استراتيجية حساسة في أي صراع محتمل.