وصل رئيس الجمهورية السورية، السيد أحمد الشرع، اليوم إلى الجمهورية التركية في زيارة رسمية هي الثانية له منذ توليه منصب الرئاسة، وذلك للمشاركة في فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسي، الذي يعد من أبرز المنصات الدولية لمناقشة القضايا الإقليمية والدولية، بحضور رؤساء دول ووزراء خارجية وخبراء من مختلف أنحاء العالم.
وتحمل زيارة الشرع إلى تركيا أهمية سياسية ودبلوماسية خاصة، كونها تأتي بعد عامين تقريبًا من سقوط النظام السوري السابق، وانتصار الثورة السورية التي أفضت إلى تشكيل النظام السياسي الجديد بقيادة الشرع. وتُعدّ هذه الزيارة الثانية للرئيس إلى أنقرة، لكنها الأولى التي يُتوقع أن تشهد إبرام اتفاقيات ثنائية كبرى في مجالي الدفاع والاقتصاد، حسب ما أفادت به وسائل إعلام سورية ودولية.
ووفق مصادر دبلوماسية مطلعة، فإن المحادثات الجانبية التي سيجريها الشرع مع كبار المسؤولين الأتراك على هامش المنتدى، ستتناول عددًا من الملفات الحيوية، من أبرزها تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، وبحث سبل إعادة إعمار البنية التحتية في سوريا، إضافة إلى مناقشة مشاريع اقتصادية مشتركة من شأنها أن تساهم في إنعاش الاقتصاد السوري المتدهور.
وتُعقد هذه الزيارة في وقت حرج تمر فيه سوريا بمرحلة انتقالية حساسة، حيث لا تزال البلاد تعاني من أزمة اقتصادية عميقة، وارتفاع في معدلات الفقر والبطالة، إضافة إلى التحديات الأمنية والخدمية الناجمة عن سنوات الحرب والدمار الواسع. ويأمل الشارع السوري أن تسفر هذه الزيارة عن دعم إقليمي ودولي حقيقي للنظام الجديد، يساعد في تخفيف المعاناة اليومية للسكان، ويعيد بناء مؤسسات الدولة على أسس حديثة وشفافة.
ويرى مراقبون أن مشاركة الرئيس أحمد الشرع في منتدى أنطاليا تمثل خطوة إضافية نحو ترسيخ موقع سوريا الجديد على الخارطة السياسية الدولية، ومحاولة لإعادة ربط البلاد بشبكة العلاقات الإقليمية بعد سنوات من العزلة التي فرضها النظام السابق بسياساته القمعية والتحالفات المثيرة للجدل.