مع انتصار الثورة السورية وتولي "الرئيس أحمد الشرع" رئاسة سوريا، بدأ الأمل يعود إلى قلوب السوريين في الداخل والخارج. هذا التغيير السياسي الكبير دفع الكثير من السوريين في المهجر إلى التفكير جديًا بالعودة إلى وطنهم الأم.
فهل فعلاً الوقت مناسب للعودة؟ وما هي العوامل التي تجعل العودة خيارًا واقعيًا؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال بالتفصيل، مع تسليط الضوء على أبرز التحديات والفرص الذي قد يواجه السوري العائد إلى بلده.
هل توجد عمل في سوريا
الوضع الاقتصادي في سوريا يشهد تحسنًا تدريجيًا بعد سنوات من الحرب والدمار. هناك محاولات حكومية لتحفيز سوق العمل وفتح باب الاستثمار من جديد، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الزراعة، والخدمات، والصناعة الخفيفة. إلا أن البطالة لا تزال مرتفعة، ويفتقر السوق إلى فرص العمل ذات الأجور المجزية. من المتوقع أن تتحسن هذه الظروف مع عودة الكفاءات السورية من الخارج وضخ الاستثمارات في الاقتصاد المحلي طبعاً لا ننسى كذلك العقوبات فمجرد أن تزيل هذا العقوبات الغربية على الشعب السوري ستتحسن الوضع الاقتصادي بكل تأكيد.
هل سوريا آمنة للاستقرار والعيش
تتفاوت مستويات الأمان في سوريا من منطقة لأخرى، لكن بشكل عام، تحسّن الوضع الأمني في كثير من المدن الرئيسية مثل دمشق، حلب، حمص، واللاذقية. وادلب، فالدولة تسعى إلى تعزيز الاستقرار الداخلي من خلال ضبط الفصائل المسلحة وإعادة بناء المنظومة الأمنية. رغم ذلك، لا تزال هناك مناطق تعاني من بعض الاضطرابات، خصوصًا في أطراف البلاد، لذلك من الضروري دراسة المنطقة التي تنوي العودة إليها جيدًا قبل اتخاذ القرار وهذا الأفضل.
هل سوريا ذاهبة نحو الاستقرار الدائم
بعد تغيّر القيادة وتوجه البلاد نحو المصالحة وإعادة الإعمار، تبدو سوريا على الطريق الصحيح نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي. الحكومة الجديدة تعمل على إصلاح مؤسسات الدولة، وتشجيع المصالحة المجتمعية، وجذب رؤوس الأموال الأجنبية والسورية. لكن الاستقرار الكامل يحتاج إلى وقت وجهود جماعية من جميع أبناء الوطن، في الداخل والخارج.
كيف يمكن إنشاء عملي الخاص في سوريا
تعتبر العودة إلى سوريا فرصة لبناء مشروعك الخاص في بيئة تحتاج إلى كل شيء تقريبًا. سواء كنت تفكر في افتتاح مطعم، متجر إلكتروني، أو ورشة صغيرة، فإن السوق المحلي بحاجة ماسة إلى منتجات وخدمات جديدة. الدولة بدأت تمنح تسهيلات للمستثمرين، منها تخفيضات ضريبية وإعفاءات جمركية، مما يشجع على إنشاء الأعمال الصغيرة والمتوسطة. من المهم إجراء دراسة جدوى جيدة قبل البدء، واستشارة خبراء محليين حول البيئة القانونية والتنظيمية.
لا تكن عبئًا على بلدك سوريا
السوريون في الخارج الذين يفكرون في العودة، يجب أن يدركوا أن سوريا اليوم تحتاج إلى من يدعمها لا من يستنزف مواردها. العودة لا تعني فقط الاستقرار الشخصي، بل تحمل مسؤولية جماعية تجاه الوطن. إذا لم تكن قادرًا على إنشاء مشروع، فعلى الأقل امتلك منزلًا تستقر فيه، ولا تعتمد كليًا على المساعدات. البلد بحاجة إلى من يحرك عجلة الاقتصاد، من يفتح المشاريع، من يوظف الآخرين، ومن يساهم في تنمية المجتمع.
أهم النصائح قبل العودة إلى البلد:
- ادرس وضع المنطقة التي تنوي العودة إليها: من حيث الأمان، البنية التحتية، وسوق العمل.
- رتب أمورك القانونية: تأكد من وثائقك، واحرص على تحديث بياناتك الشخصية قبل العودة.
- كن مستعدًا نفسيًا وماديًا: العودة تحتاج إلى قدرة على التكيف مع واقع جديد ومختلف.
- استثمر في مشروع أو سكن: لتكون عنصرًا فاعلًا في المجتمع، وتساهم في بناء الاقتصاد.
- ابقى على تواصل مع المجتمع المحلي: لتفهم احتياجات الناس وتتعرف على فرص جديدة.
في النهاية القرار لك، العودة إلى سوريا حلم يراود الملايين من السوريين في الخارج، ومع تغيّر المعادلة السياسية، أصبح هذا الحلم أكثر قربًا من أي وقت مضى. لكن العودة تحتاج إلى دراسة واقعية، وتحمل للمسؤولية، ورغبة في المساهمة في بناء الوطن من جديد. فكن جزءًا من الحل، لا عبئًا إضافيًا. الوطن ينادي أبناءه، فهل أنت مستعد لتلبية النداء.